تذكر السيرة الذاتية لوزير الدفاع السعودي والملك المنتظر. أنه حل عاشراً على المملكة السعودية في إمتحانات الثانوية العامة، أي من المفترض أن يكون عاشر أذكى سعودي في تلك السنة التي تخرج فيها. كما أنه حلّ ثانياً في دفعته الجامعية في إختصاص القانون. الا أن مقابلته الأخيرة على شاشة العربية لا توحي بهذا التميّز والحد الأدنى من الحصافة.
فقد أطلق مجموعة من التصريحات الفجّة والتي تعطي تصوراً كافياً عما ينتظر بلاده في حال استملكها بعد وفاة والده كما يخطط.
في معرض هجومه على إيران ضرب عرض الحائط بمعتقدات المذهب الشيعي، الذي تدين به نسبة وازنة من المجتمع السعودي، والتي لطالما خطب ودّها الملوك السعوديين السابقين وجهدوا في إبعادها عن التأثير الإيراني، بل إنه أظهر سطحية ثقافته الدينية حتى على المذهب الوهابي الذي يعتنقه.
لقد تساءل كيف يمكن التفاهم مع دولة تؤمن بأنها تحضر لظهور الإمام المهدي المنتظر. وأنها تسعى لنشر المذهب الجعفري في كل العالم. وقد فاته أن مسألة المهدي المنتظر هي عقيدة راسخة عند السنة والشيعة، وإنما الخلاف فيها هو هل هو حي غائب كما يعتقد الشيعة، أم سيولد في آخر الزمان كما يعتقد السنة؟!. والمكتبات تحفل بكتب "سميكة" في توثيق هذا الموضوع وهو بحسب الكثير من مصادر السنّة فإن أحاديث المهدي "قد بلغت حد التواتر ولا معنى لإنكارها". ويكفي أن نحيله على ما قاله إبن تيمية (مفتي التكفير والدم) حيث يقول: إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها ابو داوود والترمذي وأحمد وغيرهم.
بصرف النظر عن الإهانة التي وجهها الى شيعة بلاده قبل شيعة العالم. فإنه لم يوضح كيف تسنى له التفاهم -بل التحالف- مع اميركا التي تؤمن بعودة المسيح مجدداً. أم كيف تفاهم مع اسرائيل التي تؤمن بقوة بمسيحها المخلّص المنتظر الذي سيقود اسرائيل للنصر على أعدائها. الذين يتصدر المسلمون رأس قائمتهم.
اما التعييب على إيران سعيها لنشر المذهب الجعفري في كل العالم، فلا يليق أن يصدر عن ممثل الدولة التي نشرت وما تزال بجدّ، المذهب السلفي التكفيري في كل بقاع الأرض، وآخرها كان ما اوردته الـ"بي بي سي" قبل أيام عن تبرع السعودية -التي تعاني أزمة مالية- بمليار دولار إلى بنغلادش، -التي يتضور شعبها جوعا- لبناء 560 مسجداً في كل انحاء البلاد.
لعل الملك المنتظر نسي أهم بروتوكولات الملوك وهي: لا تتحدث في العلن، وإذا تحدثت فلا تخرج عن العموميات ولا تدخل في التفاصيل. يحفظ الطلاب في كل انحاء العالم مقولة عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان...